٥ ـ ذنب مسطح :
ثم هناك مسطح ، الذي زج في حديث الإفك لأمرين :
أولها : إظهار فضل أبي بكر ، لتنزل فيه آية قرآنية تقرضه ، وتمدحه.
وثانيهما : إنه قد حضر حرب صفين إلى جانب علي أمير المؤمنين «عليهالسلام».
ثم نالته درجة تخفيف ، لقرابته من أبي بكر ، كما هو معلوم من الروايات.
٦ ـ حسان :
وحسان بن ثابت يتهم أولا .. ثم نجد محاولات جادة لتبرئته ، وإعادة الاعتبار له ، ولا نكاد نشك في أن عثمانيته ، وانحرافه عن علي ، وعدم بيعته له قد كان لذلك كله دور كبير في تبرئته.
ولعله إنما اتهم بهذا الأمر من أجل إثارة الشبهة في مصداقية ما قاله من الشعر في علي «عليهالسلام» ، وبيعته يوم الغدير ، والنص عليه صلوات الله وسلامه عليه في ذلك اليوم .. مما لعله أثار حفيظة أم المؤمنين ومحبيها ، فأسرت لهم ، ومنهم عروة بن الزبير ابن أختها ، أو فقل : أسرّ واضع الرواية ـ وهو الأنسب ـ إلى خاصته ، ومن يثق به ، بتوجيه التهمة له ليمثل ذلك صفعة قوية له ، ثم اشتهر ذلك وذاع.
ولكن ظهور انحراف حسان عن علي «عليهالسلام» ، وامتناعه عن بيعته ، وعن تأييده قد شفع له ، فكان السعي لتبرئته ، وإبعاد الشبهات عنه ..
حتى إن عائشة قالت : بل لم يفعل شيئا ، بعد أن كانوا قد ذكروا أنه قد جلد الحد ، بل جعلوه هو الذي تولى كبر الإفك!!
بل لعل نفيهم الحد من الجميع قد كان إكراما له : إذ من أجل عين ألف