يقال : يدلّ على ذلك صحيحة ابن أبي عمير عن رجل عن الصادق عليهالسلام. ولا ريب أنّ ذلك ليس من الصحيح المصطلح الذي هو حجّة بنفسه ، بل هو غفلة أو اصطلاح لإعلام تصحيح السّند إلى الرجل المعيّن.
وأمّا قولهم : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عن عبد الله بن بكير مثلا (١) ، فهو ليس من هذا القبيل ، كما توهّم (٢) ، من وجهين :
__________________
(١) وقد نقل هذا الاجماع محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بالكشي. نقله في ثمانية عشر رجلا وقيل : أنّه في ستة منهم نقل الاجماع على تصديق ما يصح عنهم ، ومنهم من لم يفرّق بين التصديق والتصحيح فحكي عنه في الجميع إجماع العصابة. وأما هؤلاء الثمانية عشر فهم : زرارة بن أعين وبريد العجلي ومحمد بن مسلم وابو بصير المرادي ليث بن البختري وفضيل بن يسار ومعروف بن خرّبوذ وجميل بن درّاج وأبان بن عثمان وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن المغيرة وحمّاد بن عثمان وحمّاد بن عيسى وصفوان بن يحيى ويونس بن عبد الرحمن والحسن بن محبوب ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن بكير وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. وفي منظومة السيد بحر العلوم الطباطبائي : قد أجمع الكل على تصحيح ما يصح عن جماعة ، فليعلما وهم أولوا نجابة ورفعة ، أربعة وخمسة وتسعة ، فالستة الأولى من الأمجاد ، أربعة منهم من الأوتاد ، زرارة كذا بريد قد اتى ، ثم محمد وليث يا فتى ، كذا فضيل بعده معروف وهو الذي ما بيننا معروف ، والستة الوسطى أولوا الفضائل ، رتبتهم أدنى من الأوائل ، جميل الجميل مع أبان ، والعبد لان ثم حمّادان ، والستة الاخرى هم صفوان ، ويونس عليهما الرضوان ، ثم ابن محبوب كذا محمد ، كذاك عبد الله ثم أحمد ، وما ذكرناه الأصح عندنا ، وشذّ من به خالفنا. وهذه اشارة الى من خالف فزاد فضالة بن أيوب ليصيروا تسعة عشر. وقيل : إنّهم أحد وعشرون ، وقيل : اثنان وعشرون ، وهناك من ذكر مكان ابي بصير المرادي أبي بصير الأسدي ، ومكان ابن محبوب الحسن بن علي بن فضال أو عثمان بن عيسى مكان فضالة بن ايوب.
(٢) وهو صاحب «الرياض» وبعض فضلا عصره على ما حكي.