مأخوذا عن أحد الكتب التي شاع بين سلفهم الوثوق بها والاعتماد عليها ، ككتاب الصلاة لحريز بن عبد الله السّجستاني ، وكتب بني سعيد (١) ، وعلي بن مهزيار ، وكتاب حفص بن غياث القاضي وأمثالها (٢).
وعلى هذا الاصطلاح جرى ابن بابويه في «من لا يحضره الفقيه» فحكم بصحّة ما أورده فيه مع عدم كون المجموع صحيحا باصطلاح المتأخّرين ، وقد أشار إلى هذه الطريقة القدماء وبيّنها شيخنا البهائي رحمهالله في «مشرق الشمسين» (٣) ، ثمّ قال ما حاصله : إنّ الباعث للمتأخّرين على عدولهم عن طريقة القدماء ووضع هذا الاصطلاح ، هو تطاول الأزمنة بينهم وبين صدر السّالف واندراس بعض الأصول المعتمدة (٤) لتسلّط الظلمة والجابرين من أهل الضلال والخوف من إظهارها وانتساخها ، وانضمّ إلى ذلك اجتماع ما وصل إليهم من الأصول في الكتب المشهورة في هذا الزّمان ، فالتبست المأخوذة من الأصول المعتمدة بغيرها ،
__________________
(١) لكل من ابني سعيد الحسن والحسين الأهوازيين ثلاثة وثلاثون كتابا. وكذلك لعلي بن مهزيار الأهوازي ، وله زيادة كتاب حروف القرآن ، كتاب القائم ، كتاب البشارات ، كتاب الأنبياء ، كتاب النوادر ، رسائل علي بن أسباط.
(٢) كتاب الحسين بن عبيد الله السعدي وكتاب القبلة لعلي بن الحسن الطاطري.
(٣) في مقدمة الكتاب ص ٣٠.
(٤) بل وكثيرها أو أكثرها قال الشهيد في الذكرى : انّ أبا عبد الله عليهالسلام كتب في جواب مسائله أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف ، ودوّن من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام ، وكذلك عن مولانا الباقر عليهالسلام. هذا وذكر اندراس كتب محمد بن أبي عمير وسببه وقصص نصير الملّة والدين وجمعه للأصول وسبب زوالها مشهورة. ومن ذلك يعرف انّ الأحاديث كانت أضعافا كثيرة مما في أيدينا اليوم.