ثم إنّ بإمكان القارئ أن يراجع المصاحف التي طبعت تحت إشراف لجان أزهرية ومحققين منهم ليجد فيها هذه العبارة فوق سورة الشورى : سورة الشورى مكية إلاّ الآيات ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ و ٢٧ فمدنية.
وليعلم القارئ أنّ ترتيب الكتاب العزيز في الجمع ليس على حسب ترتيبه في النزول إجماعاً وباتفاق جميع العلماء ، ومن ثم كانت أغلب السور المكية لا تخلو من آيات مدنية ، وكذلك أكثر السور المدنية لا تخلو من آيات مكية ، بحكم أئمّة السلف والخلف من الفريقين ووصف السورة بكونها مكية أو مدنية تابع لأغلب آياتها لا جميعها (١).
ولكي يكون هذا الكلام مقروناً بالدليل ومدعماً بالبرهان نأتي بنماذج من هذا :
١. سورة العنكبوت مكية إلاّ من أوّلها عشر آيات فهي مدنية (٢).
٢. سورة الكهف مكية إلاّ من أوّلها سبع آيات فهي مدنية ، وقوله ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) الآية (٣).
٣. سورة هود مكية إلاّ قوله : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ) وقوله : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ) (٤).
٤. سورة مريم مكية إلاّ آية السجدة وقوله : ( وَإِن مِنكُمْ إِلا وَارِدُهَا ) (٥).
٥. سورة الرعد فانّها مكية إلاّ قوله : ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وبعض آيها
__________________
(١) الكلمة الغرّاء : ٢٢٧.
(٢) راجع تفسير الطبري : ٢٠ / ٨٦ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٣٢٣ ، والسراج المنير : ٣ / ١٦.
(٣) تفسير القرطبي : ١٠ / ٣٤٦ ، والإتقان : ١ / ١٦.
(٤) تفسير القرطبي : ٩ / ١ ، والسراج المنير : ٢ / ٤٠.
(٥) إتقان السيوطي : ١ / ١٦.