.........................................
____________________________________
الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعين.
وأنّه لمّا عرج بي إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى ، ثمّ قال : تقدّم يا محمّد ، فقلت له : يا جبرئيل ، أتقدّم عليك؟
فقال : نعم ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين ، وفضّلك خاصّة ، فتقدّمت فصلّيت بهم ولا فخر.
فلمّا انتهيت إلى حجب النور ، قال لي جبرئيل : تقدّم يا محمّد ، وتخلّف عنّي ، فقلت : يا جبرئيل ، في مثل هذا الموضع تفارقني؟
فقال : يا محمّد ، إنّ انتهاء حدّي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان ، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّدي حدود ربّي جلّ جلاله.
فزجّ (١) بي ـ أي : دفعني الله ـ في النور زجّة ، حتّى انتهيت إلى ما شاء الله من علوّ ملكه فنوديت : يا محمّد.
فقلت : لبّيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت.
__________________
(١) زج في الشيء ، أي : رمى فيه بدفع. مجمع البحرين ٢ : ٢٦٩.