التبريزي الذي كان يحجّ بالنيابة عن الغير المعروف لدى العلماء والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمّى الحاج علي وكان يخدم ، فتصاحبنا في الطريق حتّى بلغنا أرزته الروم.
ثمّ قصدنا من هناك طرابوزن وفي أحد المنازل التي بين البلدين أتانا الحاج جبار الرائد (جلو دار) ينبئنا بأنّ أمامنا اليوم طريقاً مخيفاً ويحذرنا من التخلّف عن الركب ، فقد كنّا نحن نبتعد غالباً عن القافلة ونتخلّف فامتثلنا وعجلنا إلى السير ، واستأنفنا المسير معاً قبل الفجر بساعتين ونصف أو بثلاث ساعات ، فما سرنا نصف الفرسخ أو ثلاثة أرباعه إلّا وقط اظلمّ الجو وتساقط الثلج بحيث كان كلّ منّا قد غطّى رأسته بما لديه من الغطاء ، وأسرع في المسير أمّا أنا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك ، فتخلّفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق ، فنزلت عن ظهر فرسي وجلست في ناحية من الطريق وأنا مضطرب غاية الاضطراب ، فنفقة السفر كانت كلّها معي ، وهي ستمائة توماناً ، ففكرت في أمري مليّاً فقرّرت على أن لا أبرح مقامي حتّى يطلع الفجر ، ثمّ أعود إلى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ، ثمّ أرجع ثانياً مع عدّة من الحرس فألتحق بالقافلة ، وإذا بستان يبدو أمامي فيه فلّاح بيده مسحاة يضرب بها فروع الأشجار