فيتساقط ما تراك عليها من الثلج ، فدنا منّي وسألني من أنت؟ فأجبت : إنّي قد تخلّفت عن الركب ولا أهتدي الطريق ، فخاطبني باللغة الفارسيّة قائلاً : عليك بالنّافلة ؛ كي تهدي ، فأخذت في النافلة وعندما فرغت من التهجد أتاني ثانياً قائلاً : ألم تمضِ بعدُ؟ قلت : والله لا أهتدي إلى الطريق ، قال : عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة ، وما كنت حافظاً لها ، وإلى الآن لا أقدر أن أقرأها عن ظهر القلب مع تكرر ارتحالي إلى الأعتاب المقدسة للزيارة ، فوقفت قائماً وقرأت الزيارة كاملة عن ظهر القلب ، فبدا لي الرجل لما انتهيت قائلاً : ألم تبرح مكانك بعدُ؟ فعرض لي البكاء وأجبته : لم أُغادر مكاني بعد ؛ فإنّي لا أعرف الطّريق ، فقال : عليك بزيارة عاشوراء ، ولم أكن مستظهراً لها أيضاً ، وإلى الآن لا أقدر أن أقرأها عن ظهر قلبي ، فنهضت وأخذت في قراءتها عن ظهر القلب حتّى انتهيت من اللّعن والسّلام ودعاء علقمة ، فعاد الرجل إليّ وقال : ألم تنطلق؟ فأجبته إنّي سأظلّ هُنا إلى الصباح ، فقال لي : أنا الآن أُلحقكَ بالقافلة ، فركب حماراً وحمل المسحاة على عاتقه ، وقال لي : إردف لي على ظهر الحمار ، فردفت له ، ثمّ سحبت عنان فرسي ، فقاومني ولم يجر معي ، فقال صاحبي : ناولني العنان ، فناولته إيّاه ، فأخذ العناان بيمناه ووضع المسحاة على