كيف به عليه السلام الفحص والتنقيب والحصول على التصديقات القاطعة بمجرّد رفقة أيّام لبعضهم؟!
إنّنا على كلا النظامين والقولين نقطف ثماراً عمليّة معرفيّة بإمكانها فتح آفاق رحبة على فضاءات من الفرضيّات والنظريّات والتصديقات والتطبيقات ، تخدمنا كلّها في صياغة مناهجنا العلميّة والفكريّة والاجتماعيّة ...
فلو جرّدنا «أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة» عن محتواها اللاهوتي والغيبي وتمسّكنا بها قيمةً عقلانيّة حسّيّة لعثرنا بين طيّاتها على نظام واسع من الإدارة والتنسيق والتفحّص والتحقيق والتنقيب والمراجعة والبعثرة والمقارنة والتحليل والاستقراء والخوض في مساحات واسعة من غير المقروء واللاّمفكّر فيه .. ممّا يعني الوصول إلى نتائج عمليّة منهجيّة مستندة إلى المعايير العلميّة الصحيحة ..
بعبارة واضحة : إدارة الكيان ، أيّ كيان ، تستدعي التوفّر على خصائص ومميّزات تخصّصيّة وأخلاقيّة وفكريّة ... لابدّ من وجودها في أقطاب ومحاور الكيان فضلاً عن الرتب الأدون من عناصره وأفراده .. خصائص ومميّزات ثابتة بالعلم واليقين والاطمئنان التامّ ، العلم الذي يزيح احتمالات الظنّ والشكّ والوهم وكلّ مفردة من مفردات التردّد ، ولا يختلف إثنان في كون الثقة إن تحقّقت فإنّه يعني قطع نصف الطريق أو أكثر نحو بلوغ المرام ..