الذي توصّل إليه عالم الرياضيّات الشهير «جودل» حيث يعني : نسبيّة العلم حتى على صعيد الرياضيّات التي عُدّت بتعبيرهم رجولة المنطق والمنطق صبا الرياضيّات ، فلا حتميّة ولا يقين ولا اكتمال ولا مطلقيّة للعلم والطبيعة ، الأمر الذي فتح عندهم مرّة اُخرى «فروض الميتافيزيقيا الخصبة» كما نعتوها هكذا .. ورسّخوا بذلك مبدأ «الوعي التاريخي» عبر المحاولات الحثيثة لتوماس كون وإمري لاكاتوش وفييرآبند وغيرهم ، الذين يُرجِعون الفضل كلّ الفضل ـ في القضاء على منهج الاستقراء والتبرير العلمي بأدبيّاته المعروفة في العلّيّة والاطّراد والحتميّة ونهاية التاريخ ـ إلى كارل بوبر مؤسّس منهج «الكشف العلمي» وصاحب نظريّة «القابليّة على التكذيب» ، أي قابليّة العرض والكشف العلمي على الاختبار كي يتجاوز مراحل العسرة ليصل إلى مرتبة القبول والإجراء ، حتى يحصل كشف علمي آخر يزيحه عن العرش وهكذا ، ممّا يعني استمرار التقدّم والنموّ العلمي بلا توقّف أبداً ، وهذا يعني أنّ العلم والمعرفة تبقى ناقصة نسبيّة غير مطلقة ، والمطلق شيء آخر خارج الطبيعة وفوقها. وبذلك تجاوزوا المرحلة الكوبرنيكوسيّة والكبلريّة والجاليلويّة والنيوتنيّة ، التي قالت بتأليه الطبيعة وقدّمت الملاحظة على العقل والفرض وحذفت عالم الغيب من كلّ صفحات العلم والمعرفة .. كما قضوا على شريعة جون ستورات مل «نبيّ الاستقراء» ـ مثلما وصفوا أرسطو بأ نّه «نبيّ الاستنباط» ـ وعلى المنطق الرياضي الذي بلغ ذروته باُصول الرياضيّات المسمّاة «برنكبيا ماتيماتيكا» لبرتراند رسل ووايتهد حيث