العلوم بحيث تعاني الإهمال الذي يترك آثاره السيّئة على حركتنا العلميّة المعرفيّة.
نعم ، تأخّرنا في أبواب من العلوم منها : التاريخ والتفسير والكلام ... إثر تمحّضنا في أبواب اُخرى من العلوم كالفقه والاُصول ، وإذا ما كانت علّة أو سبب يدعواننا إلى الانغمار المحض فيهما ، فلعلّهما ـ العلّة أو السبب ـ قد زالا منذ أمد طويل ، أعني : أنّنا قد تمكنّا من جبران النقص والتأخّر فيهما وتقدّمنا تقدّماً كبيراً جعلنا بهما في الصدارة ، ولا ننكر عليهما أنّهما أشرف العلوم وأفضلها ، لكنّنا بقينا على حال التمحّض والانغمار فيهما دون الالتفات بجدّيّة إلى ما سواهما ممّا ذُكر أعلاه.
إنّ المتغيّرات التاريخيّة والجغرافيّة تتطلّب تكيّفاً وتمازجاً وانسجاماً وتطابقاً يجعلنا في موضع الحركة والمبادرة والانتقال المناسب والجدولة المنتظمة ... ونحن إذ نعتقد بكفاءة الدين والرسالة في تلبية المتطلّبات المذكورة بات علينا ـ وهي عودةٌ إلى المربّع الأوّل من المشكلة ـ التعامل بكلّ شفّافيّة ووضوح مع حاجات اليوم وإشكالياته.
العقلانيّة سيّدة الموقف هذا اليوم وحاجة محوريّة من حاجات الإنسانيّة التي لن ترضى بتقويضها أو الاستهانة بأهمّيّتها ، كيف وهي ـ أي العقلانيّة ـ قد غدت المختبر والميزان والحَكَم والشاخص في التعامل مع مختلف القضايا والإشكاليّات ، فأين موقعها منّا وأين موقعنا منها؟
ألسنا على الحقّ ... بلى والله ... حوارٌ ما أقصره وأدلّه ، اختصر