عند العمود رقم ١٠٦٦ صلّينا صلاتي الظهر والعصر جماعةً خلف الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ، في مجمّع الإمام المجتبى (عليه السلام). وقد أصرّ الشيخ كثيراً على سماحة السيّد بإمامة المصلّين الذين امتلأت بهم الصالة ، لكنّ السيّد رفض كعادته.
سرنا بعد ذلك برفقة محافظَي النجف وكربلاء حتى العمود ١١٠١ حيث مضيف العتبة العبّاسيّة ، هناك التقينا الشيخ المرحوم شاكر السماوي (أبا شيماء) ، وكان من بين الحضور آية الله الشيخ محمّد السند وآية الله السيّد عبدالمنعم الحكيم ، في صالة غصّت بالحضور.
تناولنا طعام الغداء في المضيف المذكور ، طعاماً طاب ولذّ.
استأنفنا الحركة بعد استراحة قصيرة إلى حيث مستشفى الإمام الحسين (عليه السلام) الواقع في حيّ الاُسرة ، أطراف كربلاء ، الساعة تشير إلى الثالثة عصراً ، لاحت أمام أعيننا القبّة والمنائر الذهبيّة لحرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ، لحظاتٌ لا تمحى من الذاكرة مطلقاً ، وحماسٌ منقطع النظير ، حينها ترجّلنا جميعاً لبدء المشي سيراً على الأقدام حتى الحرمين الشريفين. وكان المقرّر بدء المشي من مخازن الحبوب ، أي قبل هذه المسافة بحوالي الضعفين ، لكنّ الرأي تغيّر لأسباب أمنية حسب ما نُقل عن بعض الجهات المختصّة.
كنّا بلهفة لا توصف لبدء المسير مشياً على الأقدام ; إذ كيف بنا أن نأتي من مسافات نائية ولا نساهم في هذه الشعيرة المقدّسة؟! ولاسيّما