خصوصاً مع أخذ العوامل المكانيّة والزمانيّة بعين الاهتمام؟ فإنّه قد لا يصمد طويلاً إزاء الفرضيّات والنظريّات التي تناهض مبنى وجود المنتظَر ـ بالفتح ـ قبل أكثر من ألف عام وبقائه حيّاً إلى يومنا هذا ، وممّا يؤسف له في هذا المضمار أنّ المحاولات الجادّة التي اقتحمت فضاءات العقلانيّة لتثبت وجوده المبارك على هذه المشاكلة ضئيلة جدّاً رغم غزارة محتواها ومتانة نسقها وعمق براهينها ; وقد طغى التمسّك بالنصوص والإثباتات الميتافيزقيّة على أغلب البحوث والدراسات التي تتبنّى مبدأ بقائه عجّل الله فرجه إلى يومنا هذا.
إنّنا محكومون بالعقلانيّة سبيلاً أساسيّاً وطريقاً محوريّاً لإثبات صحّة المدّعى ; كي نستطيع مواجهة المباني والمبادئ التي ترفض مبدأنا ، ذلك رغم اتّفاق الجميع ـ تقريباً ـ على ظهور منقذ في آخر الزمان ، باختلاف التفاصيل.
وعلى فرض تجاوزنا هذه المراحل والأزمات فهل من انتظار حقيقي للإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السلام؟
لا شكّ أنّ كلّ المؤمنين بولاية أهل البيت عليهم السلام يبتهلون على الدوام بظهور الحجّة عجّل الله فرجه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجورا ، رغم شذوذ بعض نخبهم بذهابه إلى أنّه عجّل الله فرجه سيولد فيما بعد وليس موجوداً أكثر من ألف عام موافقةً منه لرأي علماء العامّة في ذلك.