ولكن هل هذا الابتهال والاعتقاد مبني على قناعة علميّة عقلانيّة أم على تبعيّة تقليديّة؟ والظاهر أنّ الكفّة الثانية راجحة بامتياز ; لعدم نهوض النخب والكوادر من العلماء والمفكّرين والمتخصّصين بالدور المطلوب طبق المناهج المعرفيّة العلميّة الصحيحة في توعية الاُمّة توعية سليمة قائمة على الوضوح والشفّافيّة ، إلاّ القلّة الضئيلة التي أشرنا إليها ; حيث عرضت نتاجات راقية أدركت فيها الحاجة العقلانيّة ومتطلّبات الزمان والمكان فكان بحقّ رشحاً رائعاً من رواشح العقل الشيعي المتقدّم.
ولعلّ في عدم نهوض غالبيّة المشار إليهم مؤشّراً مؤسفاً على عدم الأهليّة والكفاءة في معالجة حاجة الاُمّة على هذا الصعيد بالخصوص ، وسائر الأصعدة المماثلة على وجه العموم.
نعود إلى السؤال المحوري ثالثةً : هل من انتظار حقيقي له أرواحنا فداه؟
لا غرو أنّ ظهوره سيقلب المعادلات والموازين وسيضرب بيد من حديد على كلّ القيم الظالمة والمبادئ الفاسدة والعناصر المنحرفة ، وسيعيد الاُمور إلى نصابها الصحيح ونهجها القويم ، وإلاّ كيف يملأ الأرض عدلاً؟! وبذلك ستطيح رؤوس وتسقط عروش وتهوي كيانات ، وهذا ما يؤلم ويزعج الكثير.
فلِمَ يأتي إذن؟!