إنّ المتبادر من «دور» أو «مرحلة» هو الانتقال من كيفيّة إلى اُخرى ، والقرينة تعني : كيفيّة أفضل وأرقى ، والأفضلُ الأرقى قرينُ التحسّن والتبدّل والتغيير على صعيد الأدوات والوسائل والآليّات ، بعبارة اُخرى : لا يمكن تصوّر الانتقال المعهود ولا يصحّ إطلاق عنوان «دور» أو «مرحلة» دون التجديد والإبداع والابتكار.
إنّ المعيار الثابت والخطّ الأحمر عندنا : استحالة التغيير على حساب الاُسس والاُصول .. بل إنّ الفكرة وليدة رحم الاُسس والاُصول ، متماهية متناغمة معها ، وإلاّ فلا يمكنها نيل رضى العقل الجمعي وتسجيل الحضور الميدانيّ الفاعل.
«صناعة الفكرة» هي نواة التجديد والإبداع والابتكار ، الفكرة التي تلبّي حاجة المكان والزمان.
إنّ الأفكار التي غيّرت مجرى التاريخ وتركت أروع الآثار في ضمير الاُمم والبشريّة جمعاء هي الأفكار التي خاطبت العقول والقلوب أيّ خطاب ، وضربت في الأعماق أيّ جذور وأوتاد ، فنالت باسق المكانة من الخلود والبقاء.
كلٌّ يبكي ليلاه ، فما أضمأنا وأنهمنا لتلك الفكرة التي ترشف الصادي منّا وتشبع الجائع ، صاديَ التجديد وجائعَ التغيير ، على ضوء المنهج السليم من القراءة والمراجعة والمقارنة والاستقراء والفحص والتحليل ، دون انحراف وميل عن الاُسس والثوابت ، كي نقطف غالي الثمار وعالي النتائج.