فمن المؤلم حقّاً تكثّر أدعياء الاجتهاد والرسائل العمليّة ممّن لم يكملوا أو يتلقّوا أوّليّات العلوم والمعارف حتى ، فتعنّبوا قبل أن يتحصرموا ، أو اُولاء الذين سعوا مسارعين بالعلن لزلزلة الموروث الديني من الأساس دون اللجوء لحلقات الاستشارة والاختصاص ، أو الذين احتموا بعباءة وأذيال وملاحق الرموز العليا علّهم يخطفوا الكأس الأوفى رغم ما فيهم من تقصير وقصور من جهات شتّى ، وما سواهم من المريب أمرهم الذين اتّخذوا سبّ المخالف والشتم له مغنماً فمنحوا الذريعة لمن يريد بنا الذبح والترويع والحذف سبيلا ، دونهم الذين يقتاتون على الأمجاد الاُسَريّة والمواريث القبَليّة ، ناهيك عمّن خانوا الأمانة فَسُرِّيَتْ فعالهم على أتباع المذهب والطائفة جميعاً ...
إنّها أصنام الوهم وقشور الجهل وخلايا الفساد ، الموانع الصعبة والأغبرة الملوّثة ، التي طالما حالت وتحول دون صناعة الفكرة النبيلة والرؤية الجديدة ، أو دون بلوغها الغايات والمقاصد الشريفة.
نحن بأمسّ الحاجة إلى الفكرة التي تولد من رحم الدين والمبادىء المقدّسات ، التي تحفظ الاُصول الشامخات ، بعزم وحزم وثبات وقصد قربة ونوايا مخلصات ، دون أن تغفل الاستشارات والتمسّك بالسبل الهاديات وضروريّ الحاجات ، بلا أدنى مداهنة ومداراة ومجاملات لذوي المصالح والرغبات الفاسدات.
هذه الفكرة هي فكرة الخير الكثير ، فكرة الحكمة والمعرفة والدرب المنير.