بقعة كانت من الدنيا ...
باعتقادنا ـ ونحن نلحظ الحالتين المشار إليهما أعلاه ـ أنّنا إزاء برادوكس ، قبال تهافت ، أمام تعارض ، أو قُلْ حالة من النفاق والشيطنة ، لكنّهم يرونها «المصالح الاستراتيجية» ، نعم «المصالح الاستراتيجية» التي هي فوق كلّ الاعتبارات والموازين.
شئنا أم أبينا ، فالواقع يقول : إنّها أميريكا هاهي الآن حاضرة بهذا الشكل والمحتوى ، بهذه القوّة والهيمنة وسلطة القرار ، بقطبيتها الاُحادية ، بدون أيّ منازع جدّي حالياً.
أمّا نحن في البيت الواحد ، نحن الذين ندّعي انتماءنا إلى أرقى القيم والمفاهيم ـ والتي هي حقّاً كذلك ـ فلازلنا متشظّين ، مبعثرين ، نفعيين ، استبداديين ، متزلّفين ، حربائيين ، صنميين ، قشريين ، استعراضيين ، اُسَريين ، لازلنا مجرّد ظاهرة صوتية ، لازلنا مخمورين بفضاء المحسوبيات والمنسوبيات والتوريات والشأنيات ، تتقاذفنا المظاهر وترمينا في أحضان الترف والبذخ والرغبات الذاتية ، فنغدو مشروعاً جاهزاً للاستسلام والخضوع.
متى يا ترانا نفكّر بـ «مصالحنا الاستراتيجية» ونعمل من أجلها بكلّ تفان وإخلاص ، متى يا ترانا نتجاوز الفضاءات المذكورة أعلاه وننطلق إلى بلورة المبادئ الحقّة بلورةً صادقةً لوجه الله تعالى؟!
أم لازلنا لا نعرف مصالحنا الاستراتيجية حتى؟! ألم ننضج بعد؟!