والاستقرار وتوقّف أعمال العنف والفتنة التي كادت تعصف بالعراق والمنطقة عموماً ، كما صار نقطة قوّة الشيعة في الحصول على حقوقهم سواء داخل العراق أو خارجه.
والأهمّ في ذلك أنّ السيّد السيستاني باعتراف الكثيرين ـ حتى القادة الإيرانيّين ـ بات يمثّل التشيّع العقلاني ، التشيّع الحواري الهادف إلى تحقيق مطالبه عبر الطرق والأساليب الحضاريّة السلميّة.
إنّ منهج السيستاني وعقلانيّته وما حقّقاه من نتائج ملموسة على الأرض هل هما رشح من رواشح مسائل الحرام والحلال؟! ـ رغم أنّ مراجعنا العظام كانوا ولازالوا يديرون شؤون العباد والبلاد ، سعةً وضيقاً ، لا أنّهم مراجع في مسائل الحلال والحرام فقط ، مع كون هذه المسائل هي من أهمّ أركان الدين والشريعة والحياة ـ أم أنّها منهجيّة وفكر متكامل الرؤى والأساليب؟! وهل يغيب عنّا البعد الأخلاقي في هذه المنهجيّة وهذا الفكر؟! ولاسيّما أنّ الرسول الأكرم قد قال : «إنّما بعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق» سواء جعلنا «إنّما» أداة حصر أو تأكيد. ثم في أيّة خانة نضع الجهود الكبيرة التي تضطلع بها مؤسّسات السيّد السيستاني في شتّى بقاع الأرض وعلى مختلف الأصعدة والمحاور التي لا يمكن حصرها هنا ، إلى ذلك التأثيرات العَقَديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي عمّت شعوب المنطقة وأعطت رؤية جدّيّة عن التشيّع تختلف تماماً عن الرؤية التي ترى فيه فكراً راديكاليّاً عدائيّاً ... فهل كلّ ذلك من رواشح مسائل الحلال