إنّما الإشكال في أنّنا إلى أيّ مدى قد تمكّنّا من تنفيذ قول وفعل وتقرير المعصوم (عليه السلام)؟ هل تمكّنّا ـ باستيعاب النصّ ـ من صنع الفكرة والتخطيط إلى قبولها جمعيّاً كي تأخذ طريقها إلى ميدان العمل والممارسة ، أم لازلنا امتداداً لاُولئك الذين طبع عليهم المولى (عليه السلام) : «ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيضا وجرّعتموني نغب التهمام أنفاسا»؟
أين نحن من البوصلة ، أين موقعنا من المعصوم (عليه السلام) : موالون ، تابعون ، محبّون ، مدّعون ، حربائيّون ، متزلّفون ، حقيقيّون ، شفّافون ، وهميّون ، ضبابيّون ...
هل نحن حقّاً ملتزمون بأحكام الدين والشريعة؟ هل نعي معنى أن يجود «وليّ الأمر» بكلّ شيء حتى بنفسه من أجلنا ومن أجل المبادئ الإلهيّة والإنسانية النبيلة؟ فكم هو مؤلم ومحزن ومثير أن يذوب قلب المولى جوىً لنا ونحن لاهون برغباتنا ، غاية همّنا أن نغدو مبرمجين من الطراز الرفيع في كيفية جعل أكبر عدد ممكن من الناس يلهث وراءنا ، مطيعاً لأمرنا ، دوماً في حاجة لنا لا لغيرنا ، يدور في فلك أفكارنا وشهواتنا ، نصنع به أداتنا في حذف الندّ والرقيب خلال صراع الحلقات أو حلقات الصراع ... فهنا يكبَّل العلم والمعرفة والفكر والثقافة وقيم الجمال وتطلق حرّيّة الصنميّة والنفاق والتملّق والميول الضيّقة وقيم الانحلال!!
أمّا تراجيديّة «الانتظار» فمصيبة اُخرى تضاف إلى سائر المصائب ، فهل نحن حقّاً نعرف الإمام الذي نندبه في ابتهالاتنا وتوسّلاتنا وآهاتنا؟