وكيف لنا أن لا نعرف إماماً ندّعي انتظار ظهوره؟ ولعلّ البعض منّا رغم ميله الباطني يدعو إلى تعجيل فرج المولى ، والمولى يأتي بلا ترديد ليملأ الأرض قسطاً وعدلا ، الأمر الذي لا يروق لهذا البعض قطعاً ويتمنّى جدولة الظهور حيث مهمّة الدنيويّات الظالمة لم تنته بعد!!
إنّ معاناة الرسل والأنبياء والأوصياء والولاة الصالحين والمؤمنين هي هي لم تتغيّر رغم تغيّر الزمان والمكان والحياة والإمكانيّات ، فهاهم مراجعنا ، علماؤنا ، نخبنا ، خيّرونا ، يألمون لغربة الدين واُنس الناس بمناهج المنحرفين.
الحلّ يكمن في أن يحسم الإنسان موقفه من الله تبارك وتعالى ، واللعب على الحبلين ليس عقيدةً أبدا ، إنّما هو مناورة سياسية سرعان ما تنكشف أوراقها ، ولعلّ من الغرابة الإشارة هنا إلى ذاك الذي خاطب الإله : «أجبرني كرهي لك على الاعتراف بك» لكنّه حسم أمره نهاية المطاف.
الحسم السرمدي يعني عدم الاستغناء عن التفكير مطلقاً ، ولا خير في حسم لم يُعجَن بالتدبّر والتأمّل ; إذ هو حسم العبيد ، أمّا حسم الأحرار فيعني : من أين ، في أين ، إلى أين .. حينها يهتف كلّ شيء في الإنسان : ما ألذّ عبادة الاحرار ، ما أروع الأوبة إلى فطرة العزيز الجبّار.
إنّ تنفيذ مراد المولى ، مراد المعصوم ، من ينوب عن المعصوم ، بفهم ونضج ووعي ، يعني أنّه تنفيذ مسبوق بتفكير ، بصناعة فكرة ، بتخطيط إلى