لا تعرف السكون والتوقّف ، فما إن وجد في مدينة مشهد المجال الضيّق الذي لا يلبّي طموحاته وأهدافه حتى انطلق قاصداً الفضاء الرحب ، حوزة قم المقدّسة ، كي يترجم أمانيه إلى واقع عملي وممارسة حقيقيّة ، ولم يأبه أبداً بهيبة أجوائها العلميّة المزدهرة.
استفاد السيّد جواد الشهرستاني من ميادين قم الثقافيّة أيّما استفادة رغم محاولات بعض الجهات والأفراد الحدّ من نشاطاته أو إفشال جهوده التي كانوا يعدّونها نوع منافسة ومزاحمة أو مخالفة لتوجّهاتهم ، ولاسيّما صدورها من طالب علوم دينيّة في مقتبل العمر ، قادم من النجف ، لم ينخرط في سلك السياسة ، بل اعتبره البعض مناوئاً لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة ، مع كونه مؤيّداً داعماً لهذا النظام ، لكنّه يسير طبق المبنى الذي يعتقد به. والأعجب أنّ طرفي المعادلة كليهما ـ أهل الثورة ومخالفيها ـ صنّفاه في الصفّ المناوئ!! وإنّنا طبق معرفتنا بهذا الرجل فإنّ قلبه مع الثورة لكنّه غير ملتزم بمبنى ولاية الفقيه المطلقة ، ولقد ثبت ـ على مدى الأعوام الماضية ـ صدق هذا المدّعى لدى مسؤولي الجمهوريّة الإسلاميّة من خلال ما يبديه من إخلاص وشفّافيّة وحبّ لهذا النظام ، وباتوا لا يغضبون كثيراً من انتقاداته التي يضعونها في خانة الحرص على النظام.
لقد حاول الشهرستاني إيجاد موطئ قدم له في حوزة قم من خلال إنجاز بعض المشاريع الصغيرة مثل طبع ونشر المصادر التي تحتاجها