الحوزة العلميّة ، ثم المشاركة في تحقيق بعض الكتب ، هذان الأمران أخذا به إلى تأسيس مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث ، باعتماد منهج واُسلوب العمل الجماعي في تحقيق الكتب والمصادر.
ورغم الصعوبات والمشاقّ التي تحمّلها ـ ولاسيّما الاقتصاديّة والسياسيّة منها ـ لكنّه نجح نجاحاً كبيراً في هذا المضمار ، واستطاع الانتقال إلى مرحلة أكسبته موقعاً مناسباً واحتراماً جيّداً بين الأوساط العلميّة والثقافيّة ، من خلال شبكة العلاقات الواسعة التي اشتغل عليها كثيراً عبر أنواع الأدوات والآليات المتاحة ، المقرونة بنجاح مؤسّسته التحقيقيّة عبر رفد الأوساط المختصّة بنتاجات ذات كيفيّة نالت إعجاب وتقدير أهل الخبرة والاطّلاع.
لقد ضحّى الشهرستاني بمستقبله العلمي ـ بتوقّفه عن حضور الدروس العالية والاكتفاء بما بلغه من حضور لبضع سنوات في دروس بحوث الخارج فقهاً واُصولاً ـ لصالح المسؤوليّات الإداريّة والتنفيذيّة ; اعتقاداً منه بأنجعيّة آليّتها في خدمة الدين والطائفة وبلوغ الأهداف والطموحات المرجوّة ، ولقد تأ لّق بهما تأ لّقاً منحه الشهرة وفتح له الآفاق نحو وظائف أكبر ومهامّ أخطر.
جاءت مرجعيّة السيّد السيستاني لتضع النقاط على الحروف وتصنع الفرصة الذهبيّة كي يفرغ الشهرستاني ما في جعبته من مهارات وإمكانيّات كامنة ويضعها في طبق الوفاء والإخلاص لعمّه ـ والد حرمه ـ