الحوزويّ الوسيم ، فلم يرأف به حتى الصديق والقريب ناهيك عن العدوّ والبعيد .. إلاّ أنّه تجرّع الغصص لحاجة في نفس يعقوب شاءت الأقدار ـ بعد معاناة من الأيّام الطوال ـ تحقّقها باقتدار.
شقّت المؤسّسة دربها بين الريح العاصف والموج الهائج قاصدةً برّ الأمان وساحل السلام ومرفأ الاطمئنان ; ذلك بفضل الإدراك السوسيولوجيّ الدقيق والفهم الإنثروبولوجيّ العميق ومديريّة العقل اللبيب ، بإيمان واعتقاد مفاده أنّ المقصود والمطلوب مشتركٌ واحدٌ تختصره جملة : خدمة الدين الحنيف والقيم الحقّة. التي من خيرة مصاديقها : السعي الحثيث لإيجاد التقارب الفاعل البنّاء بين حاضرتيّ التشيّع العملاقتين ، من حيث إنّ إحديهما تكمل الاُخرى ، إحديهما عمق الاُخرى .. ولقد تناهى إلى الأسماع والأنظار مؤخّراً بعض ثمار السعي المذكور ، الذي سنلمس منه ـ بعونه تعالى ـ في قابل الأوقات مزيد العطاء الميمون والنتاج المبرور.
تسنّمت المؤسّسة قلل العلياء : إصداراتٌ ولا أرقى ، شهادات إشادة وتقدير وتكريم ، جوائز نفيسة وتعظيم ، تربية النخب والكوادر وتخريج المتخصّصين الذين نثروا خبراتهم في أنواع الميادين ، فروعٌ في مختلف الأصقاع والبلدان ، مؤتمرات ، معارض كتاب ، نشريّة محكّمة معتبرة ، شبكة انترنت رائدة ، علاقات عالميّة واسعة بشتّى المعاهد والجامعات والشخصيّات اللامعة ، تلاقح أفكار وتبادل آراء هادفة ...