لم تكن هذه نهاية المطاف ، فأفكار الطَّموح تَمور وعقارب الساعة تنبض بالحركة وتدور ، ولازلنا نتداول الاُمور بعقلانيّة لم تخرج عن مرسوم الاُطر ومعهود الحدود ..
لكنّا إزاء تساؤل لا يعلم الكثير منّا بأيّ خانة يضع الجواب عنه وفي أيّ تصنيف يضمّه ويرميه ..
فعندنا هنا فقيهٌ استجمع الشرائط فصار مرجع الطائفة باقتدار ثم غدا مرجعها الأعلى بكلّ عظمة وجلال ، رغم ما كان يُعرَف عنه من العزلة والابتعاد عن الأضواء والحضور الاجتماعيّ المحدود وكمّ التلامذة المعدود ..
وهنا عندنا صهرٌ خاض تجربة رائدة مؤفّقة اسمها مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، تجربةٌ صقلت مواهبه وكشفت نبوغه في علم الإدارة والبرمجة والتخطيط ، صاحَبَها حفظُ التوازنات على جناح مبنى : «أنّ الجذب خيرٌ من الطرد ، والاستقطاب أرجح من الاستبعاد» .. صهرٌ أفلت من كفّي عفريت أحرق الحرث والنسل ولم يرع المحارم والذمم ، فهاجر خائفاً بعد ما نالت منه سياط الجلاّد قسطاً وافراً من الترويع والإيلام ، هاجر لتصنع منه دار الهجرة ذراعاً فولاذيّةً تحمي وتذبّ عن الدين والمبادئ العظام ..
ولمّا باتت التجربة تؤتي اُكلها واختمرت العقليّة المديرة بالمؤنة المطلوبة نسبيّاً ، وناغمها زمانيّاً سطوع مرجعيّة المرجع الأعلى ، اضطلع