ومنهم من أضاف إلى ذلك كلّه : الصقل والتجميل و ...
لا شكّ أنّ أرقى مراتب التحقيق «ضبط النصّ» وما سواه من التخريج والبيانيّات وإعداد الفهارس والمتابعة والتأنيق ، فإنّها من مكمّلات التحقيق ولوازمه.
ولسنا بصدد بيان الخلفيّة التاريخيّة لموضوعنا وحضوره إسلاميّاً منذ عهد الرسول صلّى الله عليه وآله ; حيث البحث عندنا يحوم حول الداعويّة والمحرّكيّة والباعثيّة اللاّتي يستمدّ منها التحقيق وجوده ومشروعيّته وديمومته وأهمّيّته.
إنّنا نعني بالتحقيق : إجراء سلسلة من الخطوات وتنفيذ مناهج مختصّة غايتها الحصول أو الخروج بمشروع ذي مواصفات تتلاءم مع حاجة الظرف.
إذن نحن لا نبدأ من نقطة الصفر ، بل نرى أنفسنا إزاء منجَز علمي معرفي ثقافي لا نستطيع ـ غالباً ـ التصرّف فيه وفي حجم المادّة المودعة بين حدوده ، فهذا أوّل مكبِّل مفروض علينا في عمل التحقيق.
وتعدّ «الأمانة» في حفظ الموجود والمحتوى شرطاً وصفةً أساسيّةً لابدّ من توفّرها في كلّ من يمارس التحقيق.
كما يعدّ الذود عن رأي المؤلّف واستفراغ الوسع في دعمه وإسناده وعدم المساس به من الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها بأيّ حال من الأحوال ، ولابدّ من انتخاب أدقّ ألفاظ الاحتياط في التعبير عن خطأ