روسيا والصين والهند (٤٠% سكّان العالم ـ ٢٠% الإنتاج العالمي) تجتمع لإيجاد نوع من التماهيّ الاستراتيجي الساعي إلى إيجاد تغيير في النظام الدوليّ القائم حاليّاً ..
هذا ليس برنامجاً خبريّاً يستعرض ما جرى خلال شهر تقريباً ، أو ثمّة قائمة معلومات وسرد أحداث تهيّىء لتحليل سياسي معيّن يسعى صاحبه ـ بعبقريّة وحنكة وذكاء ـ للربط بين مختلف الوقائع والمتغيّرات السريعة الخاطفة من أجل الخروج باستنتاج يتلخّص بنظريّة المؤامرة تارةً والعمالة والخيانة اُخرى وصراع الحضارات والديانات والمذاهب والأعراق ثالثةً ثم رابعة وما بعدها ..
إنّما الأمر ببساطة تامّة هو : أنّ العالَم يتغيّر ، الزمان يتصرّم ، الحركة دائمة مستمرّة ، كلّ ذلك يحدث بأسرع ممّا نتصوّر .. لذا نقول : إنّها الفرصة ، فرصة التغيير نحو الأحسن (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) .. ولا نقصد من التغيير سوى ذلك الذي يعود بنا إلى الفطرة السليمة ، فطرة الله التي فطر الناس عليها .. نعم ، التغيير الذي يبدأ من الذات وفي الذات وإلى الذات ثم يحلّق في الحيّز الأوسع الأشمّ ، بما للذات من معنىً أخصّ وأعمّ ..
وأرقى أنواع التغيير تلك الحاصلة من التفكير السليم الخاضع للمنهج العلميّ الصحيح ، منهج المبادئ والاُصول والأخلاق والرؤى التي صاغتها ثقافة الخير والفلاح وسعادة الإنسان أنّى كان ويكون ، تلك التي لا نعثر