لذا بات من الضروري حضور المعايير العلميّة والمنهجيّة والدينيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والإنسانيّة في انتخاب الكتاب المزمع تحقيقه مقروناً بالدقّة والتفحّص والاستشارة ، وقبل كلّ ذلك : توفّر الشروط المناسبة للعمل.
ولابدّ من الابتعاد عن التكرار ، فكم من آثار حُقّقت أكثر من مرّة فضاع معها الوقت والجهد والإمكانيّات الهائلة التي كان يمكن توظيفها في مشاريع اُخرى ، على أنّ لكلّ قاعدة شواذ.
«الانتخاب» إذن أوّل وأخطر خطوة في «خارطة طريق التحقيق» ، إنّه ينمّ عن حجم القدرة والمهارة والخبرة والدقّة وسعة النظر والإحاطة بشتّى الظروف والفهم والاستشارة والفحص ، علوّاً وهبوطاً.
ونرى من الراجح ـ طبق التجربة ـ وجود لجنة علميّة تخصّصيّة تأخذ على عاتقها مهمّة الانتخاب بمراعاة الخصائص والشروط الآنفة الذكر.
وقد أثبتت الممارسة العمليّة أنّ الاستقراء والفحص والتنقيب وتنظيم القوائم والجداول بأسماء الكتب المقصودة طبق موضوعاتها ومؤلّفيها وتواريخها وخصائصها ومميّزات مخطوطاتها بشكل كاف ودقيق يمهّد الطريق لانتخاب أفضل ، ولاسيّما مع وجود المنهج والنسق المطلوب في إرساء المعلومات المطلوبة. إنّه يفتح آفاقاً إيجابيّة أمام اللجان العلميّة المختصّة بالانتخاب ، كما يصنع الرغبة المضاعفة عند أهل الفضل والخبرة