إلى ذلك : سوء الحفظ وعدم رعاية المتطلّبات الفيزيائيّة والكيميائيّة ونظائرهما الواجب توفّرها في تلك الأماكن ، ولاسيّما في المكتبات الخاصّة ، وبالأخصّ إن كان صاحبها لا يفقه ثروتها العلميّة والثقافيّة ، فيتركها معرّضة للآفات الطبيعيّة حتى يصيبها التلف والاخترام ، وبذلك يحرم المعاقل العلميّة من نسخة نفيسة تهفو إليها أفئدة المعرفة والتحقيق.
أو تبقى مركونة في رفوف تلك المكتبة أو هذه لا يُسمح باقتنائها أو تصويرها بحجّة المحافظة عليها أو المتاجرة بها أو قصد تحقيقها ، ولم يحصل أيٌّ من الثلاث ، فتبقى تشكو لأهل العلم والتخصّص ما يمرّ عليها من ظلم وحيف وتقييد.
وبتجاوز العقبات وبعد الحصول على مصوّرات المخطوطات يعمد إلى وضع رمز خاصّ لكلّ مصوّرة عبارة عن حرف من الحروف مثل «ص» «ك» «ع».
هذا ، وقد تتوفّر للكتاب الواحد ـ كما أسلفنا ـ عدّة مصوّرات من المخطوطات وقد لا تتوفّر إلاّ مصوّرة واحدة ، الأمر الذي تظهر آثاره على كيفيّة سير التحقيق ونوعيّته.
ولا ننسى ما للنسخ المطبوعة على الحجر أو حتى المنضّدة بالحروف الحديثة نضداً أوّليّاً من أهمّيّة في تدعيم وتيسير عمليّة التحقيق.
ويقع الاختيار على المصوّرة الأكثر وضوحاً إن لم يكن الكتاب مطبوعاً حروفيّاً أو حتى حجريّاً ، لطبعها حروفيّاً وجعلها المحور