إنّ مرحلة تقويم النصّ تنطوي على دعامتين أساسيّتين :
أ ـ الدعامة العلميّة : حيث يُقرَأ النصّ قراءةً دقيقةً معمّقةً توجب الفهم الشافي والاستيعاب الوافي ; إذ الفهم الصحيح يوجب توزيعاً صحيحاً للمتن ، والفهم الخاطئ يوجب توزيعاً خاطئاً للمتن.
ب ـ الدعامة الفنّيّة : المستندة إلى الدعامة العلميّة ، حيث يترشّح منها كيفيّة التوزيع الفنّي للنصّ من خلال وضع الفارزة والفارزة المنقوطة والنقطة ورأس السطر والصفحة الجديدة ، وسائر العلائم والإشارات من الشارحات والمعترضات والأقواس والمعقوفات والمنجّمات .. إلى ذلك القواعد الإملائيّة الصحيحة التي تُعدّ من الاُمور التي طالما يُبتلى بها في ضبط النصّ.
ويمتلك مقوّم النصّ الصلاحيّات والاختيارات الواسعة ويخضع له عمل اللجان السابقة ، فهو يفترش قصاصات المقابلة والتخريج وضبط الأسانيد والأعلام ، ويناقشها ويبحث فيها ويراجعها بعناية ودقّة كافية كي يتّخذ القرار المناسب في الإبقاء على الموجود أو التغيير حذفاً أو إضافةً أو تحويراً.
إنّ مقوّم النصّ ينظر في اختلاف النسخ المخطوطة من خلال قصاصة المقابلة فيقرّر ماهيّة الراجح والمرجوح ، الصحيح والخطأ ; فلعلّ الخطأ في تلك المخطوطة بيّنٌ واضح لا يحتاج إلى إشارة ، ولعلّ اللفظ أو العبارة محتملة الوجهين ، حينها يعمد إلى تشخيص الراجح فيثبت في