المناهج التربوية ، على رأسها الاغتراف من المعين الصافي للتراث الإسلامي ، المتمثّل بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
ثم إنّ التعامل مع التراث يحتاج إلى منهجية عمل متكاملة ذات اُسس وقواعد متينة تضمن قطف أينع الثمار ، ولضيق المجال ، فإننا نكتفي بالإشارة إلى أهمّ محاورها ، فنقول :
لابدّ أوّلاً : من تشخيص ماهية التراث وتثبيت موضوعه ، فما وصل بأيدينا منه مختلف الألوان ، والذي نحوم حوله ونقصده : ما يعكس هويّة الاُمّة الحقيقية ، ويوضّح قيمها وتعاليمها ، ويحفظها من كيد أعدائها ، ويصون أصالتها الإلهيّة ، وبالتالي هو ما يشكّل القناة الرئيسية التي توصل الإنسان إلى الرقيّ المعنوي والغنى الدنيوي والاُخروي.
فالمطلوب إذن مراعاة أعلى مراحل الدقّة في الانتخاب ، حيث فيه خدمة عظيمة للاُمّة ، وإلاّ فإنّ التهاون فيه سيترك أسوأ الأثر وتكون له عواقب وخيمة لا تحمد عقباها.
وأمّا ثانياً : فهو تهيئة الكادر المتخصّص الذي يُلقَى على عاتقه تنفيذ هذه المهمّة الحسّاسة ، ممّا يستدعي توفّر عدّة مواصفات ومميّزات ، كالعشق والغيرة والدقّة والذكاء والتواضع والصبر والأمانة والذوق الرشيق والالتزام الديني والاستعانة بأهل الخبرة ، إلى غير ذلك.
ونجد لزاماً أن نقول : إنّنا بالقدر الذي ندعو فيه إلى إحياء التراث ، ندعو إلى السعي الحثيث لتدعيم جانب التصنيف والتأليف ، فالعصر