وفي الوقت الذي نشدّ فيه على الأيدي التي طرقت هذا الجانب ـ أي عملية إحياء التراث ـ من مؤسّسات ومجامع ومعاهد علمية وأفراد ، سعت لنشره بعد إجراء سلسلة من مراحل التصحيح والتحقيق والطبع وتسهيل مهمّة إيصاله بين أيدي القرّاء بالوفرة المطلوبة بعدما كان مغموراً مخطوطاً لا تتجاوز نسخه عدد الأصابع ..
نؤكّد على ضرورة ممارسة أعلى مراحل الدقّة والأمانة المقترنتين بالالتزام الديني ; لِما لهذه المميّزات من أثر بارز في عرض تراث سليم يترجم الطموحات المرجوّة على أحسن الوجوه وأكملها.
ولسنا في مقام التعريض أو المساس بهذا النتاج أو ذاك ، بل غاية مقصودنا هو الدعوة إلى الاهتمام التامّ بالكيفية والنوعية ، وأن لا تكون الوفرة والتسابق على حسابهما ، فلا ضرورة ـ مثلاً ـ في البدء بمشروع قطع الآخرون منه شوطاً طويلاً ، فإنّ لدينا من التراث المخزون ما يحتاج معه إلى سنين طوال لإنجازه ، فاللازم أن تنسّق كافة الجهات أعمالها بالنحو الذي يرتفع معه التكرار وإضاعة الوقت ، وأن يجري تبادل الآراء وتلاقح الأفكار ، كي لا تكون بضاعةً مزجاة وتجارةً قد تبور .. وإلاّ فكم من المصنّفات قد نالتها يد التحقيق والتصحيح وياليتها لم تنلها ، وكم من غيرها ينتظر فرصة الظهور بشوق لا يوصف ، لكنه شوقٌ مشوب بالخوف من عاقبة ما آل إليها نظيره.
وبحكم التخصّص ، فلا مندوحة من الميل بالبحث إلى موضوع