وعنه أيضاً : «إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدين» (١).
وعن أبيه الباقر (عليه السلام) أنّه قال : «الكمال كلُّ الكمال التفقّه في الدين» الخبر (٢).
وقد روت العامّة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قوله : «من يرد الله به خيراً فقهّه في الدين» (٣).
إلى غير ذلك من النصوص الدالّة على شرف الفقه ورفيع مكانته ومقدار أهمّيّته.
والفقه الإمامي يمثّل الوجه الناصع والانعكاس الحقيقي لِما ورد في القرآن والسنّة من مفاهيم وأحكام ، فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله : «يا جابر ، لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نفتيهم بآثار من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأُصول علم عندنا نتوارثها كابراً عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم» (٤).
والتصانيف الفقهيّة التي ألّفها علماء الشيعة الإماميّة ـ بمختلف الطرق والأساليب ـ تعدّ المنوذج الأرقى للفقه الإسلامي ، والبرهان الساطع على علوّ كعب هذه الطائفة ، سواء كان ذلك من حيث الكمّ أو الكيف ، ولقد
__________________
١. الكافي ١ : ٣٢ / ٣.
٢. الكافي ١ : ٣٢ / ٤.
٣. صحيح البخاري ١ : ٢٧ ، صحيح مسلم ٣ : ١٥٢٤ / ١٧٥ ، سنن ابن ماجة ١ : ٨٠ ب ١٣ ، موطأ مالك ٢ : ٩٠٠ / ٨ ، سنن الترمذي ٤ : ١٣٧ / ٢٧٨٣ ، مسند أحمد ١ : ٣٠٦.
٤. بصائر الدرجات ٣٢٠ / ٤ ب ١٤ ، الاختصاص : ٢٨٠ بتفاوت يسير ، وعنهما في البحار ٢ : ١٧٢ / ٣.