سلوكيات يُتوخّى بها انعكاسٌ حقيقي لقيم الفكر ومبادئه وأخلاقه ، بلا أدنى تسيّب وترهّل ، الأمر الذي يجافي المشاريع الضيّقة والمحاولات المحدودة التي تشكّل في كثير من مقاطعها برادوكساً مع أساسيّات الفكر ومحاورة الرئيسة.
لقد تجرّع النصّ غصص القراءات الخاطئة والبراغماتيّة التي جعلت منه رقماً كسائر الأرقام إن لم تهبط به في أكثر الأحيان إلى ما دون ذلك ، بل ذهب الكثيرون ـ تجرّءاً ـ إلى التشكيك في أصل النصّ وصدوره وجهته ، النصّ الذي ولد ليكون فوق كلّ المساومات والفرضيّات والاحتمالات نجده بفعل ذلك متعرّضاً لأقسى حملة علميّة منهجيّة الغرض منها حذفه ونفيه ، أو على أدنى تقدير إيجاد التزلزل والضعف في أتباعه.
كلّ النخب مسؤولة بحركاتها وسكناتها ، مسؤولة أن تكون بمستوى «العقل المسؤول» الذي يتمخّض عنه «الفعل المسؤول» وعينيّة الفرض تحدّدها الضرورة والعقل والنصّ ، ونهضة النخب المستقاة من قراءة النصّ قراءةً صحيحة تعيد له مكانته وفاعليّته وتأثيره ، التي تعني سَوق الإنسان صوب ما يفترض أن ينساق إليه ; إنبعاثاً من محراريّة الفطرة وحكمة المخلوقيّة.
ولا يمكن انفكاك الثقافة والممارسة والأخلاق عن محيطها الذي تنتمي إليه ، بل هي كلّها صورة ونموذج لشيء واحد ، لهويّة واحدة ، هذه