الهويّة التي يعبّر عنها بأدوات وآليات شتّى. وتلعب الدوائر الضيّقة دوراً أساسيّاً في تعميم الفكرة المنبعثة غالباً من العقل الفردي سواء نتجت عن جهد معرفي علمي أو تقليد أو رغبة ذاتيّة ، فإذا استطاع العقل الفردي غرسها في الدائرة الضيّقة مع وجود الشواخص والفضاءات التي تدعمه فإنّها ـ أي الفكرة ـ تسري كالنار في الهشيم على الصفّ الأوّل ـ الدائرة الضيقة ـ ابتداءً ، ثم تأخذ بالاتّساع والانتشار لتخترق العقل الجمعي ، فإذا ما اخترقته صارت ثقافة وممارسة وأخلاق مجتمع واُمّة ، والاُمور تؤخذ غالباً بظواهرها ونتائجها وعليها تحاسب المذاهب والنظريّات والتوجّهات ، ولا يمكن الاعتذار ، بل لا يجدي نفعاً والمناوئ يجد في النخبة ـ التي أسّست لذلك الاجتهاد المنحرف والمسار الخاطئ ـ ميزاناً وملاكاً ومصداقاً راقياً لاُمّة تدّعي أمراً كبيراً.
ولقد ثَبَّتَتْ أمثال : «الناس على دين ملوكهم» و «إذا فسد العالِم فسد العالَم» ... نتائج واحصائيّات وملاحظات ودلائل ونماذج لا يمكن القفز عليها أو تغافلها ، فإذا ما أردنا الإصلاح وانتشال الاُمّة إلى حيث يجب أن تكون لابدّ من مراجعة النخب حالها ، خصوصاً إن كنّا نؤمن بدوام المراجعة حتى على مستوى النصّ المقدّس كي يغدق علينا على الدوام بما يجعلنا أشدّ تماسكاً وأكثر تكيّفاً زمكانيّاً ، فمن باب أولى مراجعة النخب حالها مراجعةً علميّة منهجيّة ، يسمّيها البعض محاسبة النفس ، ويسمّيها البعض الآخر بتسميات وعناوين مختلفة ، ومحاسبة النخب نفسها تتناسب ـ شأنيّاً ومحتوائيّاً ـ معها تناسباً طرديّاً ، وقد تحصل