هذه عيّنات من واقع نرزح تحت وطأته بكلّ ألم ومعاناة.
لا محلّ للمجاملات أبدا ; إذ القضيّة أرقى وأسمى وأشرف من أن تُعالَج أو تُحَلّ بالآليات المريضة ، إنّها قضيّة قيم ومبادئ قد سُحِقت ، فأعزّ ما نذود عنه ونجاهد لأجله هو ذاكرتنا الأزليّة التي تعني الوفاء بالعهد والأمانة ، عهد الإيمان بفكر السماء وحفظ أمانة المولى تبارك وتعالى حينما حملها الإنسان لمّا أشفقت منها السماء والأرض والجبال .. لكنّا لم نحفظ العهد والأمانة بتمسّكنا بقشور الدين وطرحنا لحقائقه واُسسه ومحتواه.
نتشبّث بعامل الزمان والمكان كي نهرب بحياتنا وأساليب عيشنا وما سواهما بمنأىً عن اُسوتنا محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) وآله الغرر الميامين. نهرب إلى الزمان والمكان علّه ينجينا باتّخاذنا إيّاه غطاءً ومترساً.
إنّها مصيبة اُخرى ، فبدل أن نجعلهما بوّابةً ومعبراً لحفظ قيمنا وتركيزها وبثّها ، جعلناهما أداةً وآلةً نحتمي بها من غِيَر الحقيقة وعواقبها.