ـ تناغم الإنسان بفطرته السليمة مع ألحانه ومفرداته ومعانيه ، ولا سيّما حينما تهامس القلب والعقل ، الروح والحنايا ، خاشعاً بإزائها أيّ خشوع.
فلا عجب حينئذ لمّا تصرّح إحصائيات بيبلوغرافيا علوم القرآن الكريم : إنّ أكثر من عشرة آلاف أثر قد دوّن في معارفه وفنونه وسائر جوانبه.
إنّ تميّز القرآن الكريم بالخصائص التي أشرنا لبعضها جعلت من نصّه الشريف خاطفاً للأضواء ، خاضعاً لمختلف مراحل البحث والدراسة والتحليل والتفسير ; فكان الخوض فيه وفي لججه بمثابة صراع للحصول على نتائج من شأنها أن تعيّن مسير الإنسان ونهج حياته ومصيره.
لذلك بات تفسير القرآن الكريم من أخطر المهامّ وأشقّها وأصعبها ، خصوصاً وأ نّه في صدر علومه وفنونه ، والرقم الأوّل في حسم الحوار العامّ أو الخاصّ.
والاختلاف ـ تبعاً لتلوّن الانتماء العقَدي والفكري والثقافي ـ طبيعي في فهم آيات القرآن الكريم وطريقة تلقّيها ، مضافاً إلى تباين القرّاء الأُوَل في قراءاتهم لنصّه المبارك.
وتأسيساً على ذلك تجسّدت الحاجة الملحّة والضرورة القصوى إلى خوض غماره من جهة بيان معاني آياته وقراءاتها وحججها وإعرابها ونظمها وشأن نزولها وفضائلها وتأويلاتها والبحوث المرتبطة بها ... وهذا