ادّعاءٌ هامٌّ وخطير وكبير ، لكنّ الذي يثلج الصدور ويُطَمْئن العقول والقلوب صدور القرآن الكريم من قيادة الكون الكبرى ، من لدن الله الواحد الصمد ، فكان الحجّة التامّة الثاقبة.
فلابدّ له حينئذ أن يجيب عن سؤال الحياة الكبير من خلال نسقه الأتمّ الأصحّ المتجاوز عقبة الزمان والمكان.
إلى ذلك ، تفرّده بخصائص ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
ـ إنّه ليس سند المسلمين ومعجزة دينهم السماوي فحسب ، بل سند البشرية طرّاً ; كونه المكمّل لجميع الأديان والرسالات الإلهية السابقة عليه ولكلّ ما جاء في كتبها المقدّسة.
ـ اعتماده الخطاب المتجانس شرعياً وفكرياً وأخلاقياً واجتماعياً وتأريخياً ، على غاية من : الإحاطة والتكاملية ، قوة النسق ومتانة المنهج ، عمق المفاهيم وسعة آفاقها ، جمال المفردة المتجلّي بروعة الصياغة وانسيابية الألحان ، ذروة النظم والإتقان البلاغي ، البيان والحكمة المنقطعي النظير ، كلّ ذلك بلا أدنى تهافت ونقص ، بالحجّة البالغة والدليل القاطع.
ـ الكمّ الهائل من المادّة العلمية المعرفية المتنوّعة المودعة فيه.
ـ تجاوزه عقبة الزمان والمكان بإمكانية تكيّف مفاهيمه وعلومه وقيمه مع مراحل تطوّر الحياة البشرية ونموّها على مختلف الأصعدة.
ـ منسّق حياة الفرد أُسرياً ومجتمعياً وأُمميّاً.