والأنساق التي (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا) (١).
إنّها شجرة الدين المباركة ، شجرة الإسلام الحنيف ، غاية الإعجاز الإلهي ، التي تجسّدت بالألفاظ الربّانية المقدّسة ، النازلة على صدر المصطفى الأمجد (صلى الله عليه وآله). إنّه القرآن الكريم.
انطلق السراج المنير (صلى الله عليه وآله) بمعجزته الخالدة ومظهر التحدّي الإلهي ، الذكر الحكيم ، الفرقان المقدّس ، الكتاب العزيز الذي (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ) (٢) ، انطلق براية الحقّ خفّاقةً على كلّ المعمورة ، بملاك وضابط وميزان واحد : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهَ أَتْقَاكُمْ) (٣) ، فذابت الحواجز وزالت الفوارق وتساوى العبد والحرّ ، الأسود والأبيض ، الفقير والغني ، العربي والأعجمي ، وصار الكلّ ينشد الكمال والفلاح بنهج واحد وصراط واحد.
إذن ، كيف لا يكون محمّد (صلى الله عليه وآله) خير شهيد لخير دين على خير اُمّة ، ولا يكون متمّماً لمكارم الأخلاق ، وهو الذي صرّح فيه النص القرآني : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُق عَظِيم) (٤)؟!
إنّ أساس بعثة النبي الأكرم وغاية رسالة الإسلام تتلخّص في قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ) (٥).
__________________
١. سورة إبراهيم : ٢٥.
٢. سورة فصّلت : ٤٢.
٣. سورة الحجرات : ١٣.
٤. سورة القلم : ٤.
٥. سورة الإسراء : ٩.