وأمّا إن كنت معرفيّاً ، علميّاً ، قارئاً ، مراجعاً ، مستقصياً ، مقارناً ، محلّلاً ، مستنتجاً ، منصفاً ، فلا أظنّك ـ حيث تحلّق في رحاب الحسين وآفاقه المترامية ـ تخالفني الرأي في كونه ثقافةً ولا أعمق ، نهجاً ولا أروع ، ملاذاً ولا أأمن ، مصباح هدىً ولا أنور ، سفينة نجاة ولا أسرع ، عظيماً ولا أنبل ... في أنّ لقتله حرارة في قلوب الشرفاء والأحرار والمؤمنين لا تبرد أبدا ... في أنّك تُجري الدمع معي هتّاناً على إمام معصوم ذُبح ضمآناً كما يُذبَح الكبش لا لذنب منه بَدَر ، فكيف يرضى ونرضى لمثله مبايعة فاسق مثل يزيد الأشِر ، لذا خرج خروجاً بلا طمع ولا بَطَر ، يرنو الإصلاح في اُمّة جدّه محمّد سيّد البشر ، خرج وجوباً لإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فسلامٌ عليك سيّدي أبا عبدالله يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّاً.