محراراً ، مختبراً لصدق الإيمان بالله المتعال والولاء لمبادئ الدين والأخلاق الإنسانيّة الغرّاء.
لك أن تتساءل مستفهماً فاحصاً : تُرى من أنت يا هذا الذبيح؟!
تسقط مقتولاً فتبسق منتصراً نصراً أزليّاً؟! لا! بل وتؤسّس وتبتكر ثقافة انتصار الدم على السيف .. اُختك المسبيّة أمست زينب السرمديّة ، سجّادك العليل زين العابدين بات ثورةً في الوعظ والدعاء والوعي لا تكلّ ولا تستكين.
إذن حريٌّ بك أيّها المراقب أن تكون عادلاً شجاعاً وتقول : أما آنَ للذين كفروا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، أما آنَ لزمن التدبّر والتأمّل الحلول كي يسبر الغور في معنى خلود الحسين المثير ، أيبدو الأمر عاديّاً أن يشمخ المهزوم الخارج على إمام زمانه هكذا شموخ سماوي ويهبط الهازم في الحضيض أيّ هبوط مأساوي؟! أليس بها معادلةً فوق مألوف التفكير البشري ، أليس تسلسل القضايا وتناسق المواقف وتناغم الأحوال وسير الاُمور وصرخة «فوالله لا تمحو ذكرنا» ورواشح الأحداث وديمومة التفاعل واستمرار العطاء ورقيّ الاستلهام وكلاكل الفيض السيّالة وحرارة التواصل الأخّاذة رغم مئات الأعوام المبعادة ، بكافية في التفكير والتسليم بكون دم الحسين سرّاً من أسرار الله تبارك وتعالى ، تلك التي يتعسّر دركها وحلّ لغزها وإلاّ ما كانت أسراراً؟!
فإن كنت ـ والعياذ بالله تعالى ـ من الذين اُشربوا العجل فهم على غيّهم باقون.