الشّيخ متعمّد في ترك التّوثيق ، بل في التضعيف أيضا على وجه ومع هذا التخلف لا يحسن لنا أن نعتمد على مواعيد الشّيخ في كتبه.
ثمّ إنّ غير واحد استظهروا من مقدّمة الفهرست أنّ كلّ من تعرّض له الشّيخ فيها ، ولم يذكر مذهبه ، فهو شيعي وإن لم يكن إماميّا.
أقول : لا بأس بهذا الاستظهار ، كما يظهر من مطالعة المقدّمة المذكورة بتمامها ، وإن لم ينف الشّيخ ذكر كتب المخالفين ومصنّفيهم ، بل له عبارة ربّما تشعر بالخلاف ، وهي قوله : لأنّ كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الاصول ينتحلون المذاهب الفاسدة ...
فترى أنّه لم يقيّد أصحاب الاصول بكونهم من أصحابنا ، فتأمّل.
لكن التأمّل في تمام المقدّمة يقضي بما قال هؤلآء الأعلام ، إلّا أنّ الاعتماد على وعد الشّيخ ، كما قلنا آنفا مشكل.
نعم ، له جملة في ترجمة ابن عقدة الزيدي ، ربّما تشعر بأنّ الأصل فيمن تعرّض له ، هو كونه إماميّا.
قال : وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة روايته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم.
واعلم : أنّ الشّيخ لم يذكر في فهرسته طريقه إلى جماعة أنهاها بعض أهل العلم إلى سبعة وأربعين رجلا ، وهم : أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ، وأحمد بن إسماعيل بن سمكة ، وأحمد بن الحسن الخزاز ، وأحمد بن داود بن سعيد ، وأحمد بن شعيب ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وأحمد بن عبد الله بن مهران ، وأحمد بن فارس بن زكريا ، وأحمد هلال ، وإسماعيل بن علي النوبختي ، وإسماعيل بن محمّد قنبرة ، وبندار بن محمّد ، وثابت الضرير ، والحسن بن موسى ، والحسين بن شاذويه ، والحسن بن حمدان ، وغيرهم.
وهناك جماعة اخرى ربّما يبلغون إلى ٢٨ رجلا أشار إلى من ذكرهم ، أو روي عنهم ، ولكن لم يصل أسناده فيه إلى من ذكر ، أو روي كالحسين بن زياد ، والحسين بن زيد ، وحميد بن الربيع وزيد النرسي والسري بن عاصم وغيره ، ولا حاجة إلى ذكر أسمائهم ، فهؤلآء ٧٥ رجلا لا طريق للشيخ إليهم في الفهرست.
يقول الكلباسي رحمهالله :
إنّ أكثر نسخ الكتاب الفهرست لا يخلو من تصحيفات وأغاليط ، كما قال بعض المهرة : من أنّ أكثر النسخ الموجودة في أيدي أبناء الزمان ، لقد لعبت بها أيدي