البلاد إنّما يكون في أيام القائم منّا ، فيرتفع الخوف عنّا وعن شيعتنا ويستمر إلى يوم القيامة (١).
أقول : فهذه جملة من الأحاديث التي حضرتني في هذا الوقت مع ضيق المجال عن التتبّع التام ، وقلّة وجود الكتب التي يحتاج إليها في هذا المرام ، ولا ريب في تجاوزها حدّ التواتر المعنوي ، فقد تقدّم في غير هذا الباب ما يدلّ على ذلك ، ويأتي ما يدلّ عليه ، والعقل يجزم باستحالة اتّفاق (٢) جميع هؤلاء (٣) الرواة على الكذب والإفتراء ، ووضع هذه الأحاديث الكثيرة جدّاً (٤) ، ولعلّ ما لم يصل إلينا في هذا المعنى أكثر ممّا وصل إلينا (٥).
وليت شعري أيّ عاقل يجوّز الكذب على جميع هؤلاء الرواة الذين رووا هذا المعنى ، ويردّ شهادة المشايخ المؤلّفين للكتب المعتبرة حيث شهدوا بصحّة أحاديثها ، أو يتعرّض لتأويلها مع صراحتها جدّاً ، حتّى أنّها أكثر من أحاديث النصوص على كلّ واحد من الأئمّة عليهمالسلام (٦) ، وأوضح دلالة وتصريحاً ، ولا يكاد يوجد في شيء من مسائل الأصول والفروع أكثر ممّا وُجد في هذه المسألة من الأدلّة والآيات والروايات والله الهادي.
____________
١ ـ لم نعثر عليه في التبيان ، ولعلّه في كتاب الإمامة حيث قال الشيخ في التبيان ٧ : ٤٥٧ : وقد استوفينا ما يتعلّق بالآية في كتاب الإمامة.
٢ ـ ( اتفاق ) لم يرد في « ط ».
٣ ـ ( هؤلاء ) لم يرد في « ح ».
٤ ـ من قوله : ( فقد تقدّم ) إلى هنا لم يرد في « ك ».
٥ ـ قوله : ( في هذا المعنى أكثر ممّا وصل إلينا ) لم يرد في « ط ».
٦ ـ قوله : ( على كلّ واحد من الأئمة عليهمالسلام ) لم يرد في « ك ».