متظاهرة (١).
وقد نقل جماعة من علمائنا إجماع الإمامية على اعتقاد صحّتها ، وإطباق الشيعة الإثني عشرية على نقل أحاديثها وروايتها ، وتأوّلوا معارضها على شذوذه وندوره (٢) بالحمل على التقية ، إذ لا قائل بها من غير الشيعة الإمامية ، وذلك دليل واضح على صحّتها ، وبرهان ظاهر على ثبوتها ونقل روايتها (٣) ، فالتمس منّي بعض الإخوان جمع ما حضرني من أخبارها ، والكشف عن حقيقة أسرارها ، وما ورد فيها من أحاديث الكتب المعتمدة من الروايات ، وما يمكن إثباته (٤) من كلام علمائنا الأثبات ، فرأيت ذلك من جملة المهمّات بل من الفروض الواجبات ، فشرعت في جمعها إظهاراً لنصيحة المؤمنين ، ودفعاً للشبهات عن أحكام الدين ، مع ضيق الوقت ، وتراكم الأشغال ، وكثرة الموانع الموجبة للكلال واشتغال البال ، وقلّة وجود الكتب التي يحتاج إليها ويعوّل في مثل ذلك عليها ، وفيما حضر من ذلك كفاية إن شاء الله تعالى لذوي الإنصاف ، الذين يتنكّبون طريق البغي والاعتساف.
فإنّ الذي وصل إلينا في هذا المعنى قد تجاوز حدّ التواتر المعنوي ، وأوجب لأهل التسليم العلم القطعي اليقيني ، وقد سمّيت هذه الرسالة بـ « الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة » سائلاً من الله التوفيق والتسديد ، راغباً من كرمه المعونة والتأييد ، راجياً منه جزيل الثواب ، وأن ينفع بها في الدنيا ويوم الحساب ، وهي مرتّبة على أبواب اثني عشر تبرّكاً بهذا العدد الشريف.
الأوّل : في المقدّمات.
__________________
١ ـ في « ش ، ك » : متظافرة.
٢ ـ في « ط » : شذوذها وندرتها.
٣ ـ في نسخة « ش ، ح ، ك » : ثبوت نقلها وروايتها.
٤ ـ في « ك » : جمعه ، وفي « ط » : إثباتها.