ثم ابن حجر. وربما تليت قصة الإسراء والمعراج للبرزنجي التي أولها (افتتح تحبير أبراد ايراد.) وقد يتلى غيرها.
واعلم أن أول ما عمل المولد الشريف النبوي أيام الفاطميين بالقاهرة. قال المقريزي : واعلم أنه لم يعرف في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا في مدة الخلفاء الراشدين ولا في أيام بني أمية ولا في بعض خلافة العباسيين أن أحدا اتخذ يوم المولد موسما يخصه بشيء من العادات بل كان أول من أحدث في الإسلام عمل المولد مظفر الدين كوكبري ابن زين الدين علي متولي إربل بعد وفاة أخيه زين الدين يوسف سنة ٥٨٦ واحتفل لعمله وأكثر فيه من الصدقات وإظهار الزينة والسرور. انتهى ملخصا.
رجعنا إلى ما نحن في صدده : وفي اليوم السابع والعشرين من شهر رجب يخرج الناس للمشهد المتقدم ذكره ويخرج الوالي ومن دونه وتعطل الحكومة فيسمعون فيه قصة الإسراء والمعراج ويسقون الشراب ويطعمون الحلوى وينصرفون. وقد بطلت هذه العادة منذ حدوث الحرب العالمية وخرب المشهد بالحادثة التي ذكرناها في الباب الأول في الكلام على المشهد.
وفي ليلة النصف من شعبان يجتمع الناس في المساجد والجوامع بين العشاءين ويتلون دعاء يسمونه دعاء ليلة النصف من شعبان فيلقنهم الشيخ إياه كلمة كلمة ويعيدونها ويكررونه ثلاث مرات يقدمون على كل مرة منها تلاوة سورة ياسين. وأكثر الناس مواظبون على قراءة هذا الدعاء في تلك الليلة حتى كأنه من الفروض الدينية مع أنه مما لم يثبت به أثر نبوي. وبعد الانتهاء من هذا الدعاء يصلي الحاضرون صلاة العشاء ويتصرفون إلى بيوتهم. وفي بعض المساجد يصلون صلاة التسابيح بعد صلاة العشاء ، ثم يجلس الشيخ ويعظ القوم ويذكر لهم فضل هذه الليلة وربما تلا قصة المولد وتفسير سورة الدخان وكثير من يحيي (١) هذه الليلة بالذكر والعبادة في المسجد أو في بيته ويصوم يومه. ثم متى أطلقت مدافع إثبات رمضان ابتدر الناس الجوامع لصلاة التراويح فإذا أتموها خرج بعضهم إلى بيوت القهاوي لسماع المطربين والتفرج على المشعوذين أو اللاعبين مع بعضهم
__________________
(١) في الأصل : «يحي» بياء واحدة في آخر الكلمة ، خطأ.