بالصراع. ومن الناس من يخرج من المسجد إلى بيته ويشتغل بتلاوة القرآن إلى السحر. ومنهم من ينام إلى الوقت المذكور.
وعلى كل حال : فمتى أطلق المدفع الأول وذلك قبل الفجر بنحو ساعة ونصف هب الناس من منامهم أو رجعوا إلى بيوتهم ، وتناولوا شيئا من الطعام والقهوة والدخان فإذا أطلق المدفع الثاني وذلك قبل الفجر بنحو ثلثي ساعة تركوا الطعام والشراب وابتدروا الطهارة والوضوء وتوجهوا إلى المساجد فيتلون بها الورد البكري وبعض تسابيح وتهاليل أو يسمعون فيها تلاوة القرآن من قبل أحد الحفاظ الموظفين ، ثم صلوا الصبح ورجعوا إلى بيوتهم. ومنهم من ينتظر طلوع الشمس ويصلي صلاة الضحى ويرجع إلى بيته فينام. فإذا كان قرب الظهر هبوا من مضاجعهم وتهيئوا لصلاة الظهر فإذا صلّوها أخذ كل رجل يهيّئ طعام بيته للمساء ثم جلس في حانوته إلى وقت العصر ومنهم من يستغني عن الاسترزاق في هذا الشهر فيلازم المسجد في أكثر نهاره. وفي كل ليلة من العشر الأخير منه سحرا يصعد إلى أكثر منارات المساجد زمرة من المؤذنين ويتغنون بالزجلات المشتملة على وداع رمضان والتأسف عليه وربما أخرجوا معهم طبيلات يضربون بها على الإيقاع.
وفي سحر الليلة السابعة والعشرين يجتمع جم غفير من الناس في الجامع الكبير لسماع القرآن وإنشاد المدائح من بعض ذوي الأصوات الحسنة ودعاء مؤثر يتلوه أحد الموظفين في الجامع وليتفرجوا على الجامع لأنه يوقد فيه بتلك الليلة عدد وافر من الشموع والمصابيح فإذا صلوا الصبح عادوا إلى بيوتهم كجري عادتهم. وهكذا يستمرون إلى ليلة العيد.
ثم إن الناس في خلال هذه الأشهر الثلاثة يهجرون المعاصي ويقبلون على العبادة ويكثرون من الصدقات ويتوجه بعض الحجاج إلى بيت الله الحرام ويخرج سحرا في كثير من المنارات جماعة أصواتهم حسنة يوحدون الله تعالى ويقدسونه ويهللون وينشدون بعض المدائح النبوية. ويعتكف بعض أفراد من المتعبدين في المساجد والجوامع فتقل المعاصي في خلال الأشهر الثلاثة ولا سيما في رمضان وقبله بأيام قلائل.
ومما جرت به العادة في رمضان أن يخرج في كل ليلة منه قبل المدفع الأول بنحو ساعتين رجل طبال يدور في المحلة المختصة به ويقف عند كل باب ويضرب بطبلته وينشد شيئا من المديح ثم يحيي كل واحد من رجال أهل البيت ويذكر اسمه وينصرف. ومن العادات في