كانت المعرة بلدة عظيمة تدل أطلال سورها على أن طولها ساعة في عرض مثلها. وكان لها من جهة القبلة باب يسمى باب نصرة عنده تل كبير يذكر أن فيه كنزا. ومن جهة الغرب باب يدعى باسم السيد شيث يبعد عن قلعتها نحو عشر دقائق وكانت القلعة في وسط البلدة. ومن جهة الشمال باب يدعى باب ايلة عنده بناء ضخم يدل على أنه من بناء السريان. ومن جهة الشرق باب يدعى باب منّس لأنه يخرج منه إلى تل منس وهي الآن قرية معروفة كان ظهر فيها عاديات زجاجية وأسس ضخمة.
في شمالي المعرة أطلال عمران يدعى محلها رويحة. يظهر أنها كانت بلدة عظيمة فيها أبنية ضخمة من جملتها أربعة أقواس عالية جدا يذكر أن أحد الرعاة ضرب حلقة قوس منها فأطارها فإذا هي من ذهب. وفي غربي المعرة إلى الشمال على بعد ساعة عنها ثلاثة أطلال ، أحدها يدعى حندوثين والآخر يدعى فركيا ، عندها بناء ضخم يعرف بدار الملك والثالث يدعى أشنان ، فيه قناة كلدانية تنفذ إلى البساتين. وعلى مقربة من هذه الأماكن أطلال تعرف باسم دير سنبل أو دار صمبل.
وفي غربي المعرة قرية تدعى حاث. في شماليها إلى الغرب أطلال مدينة كبيرة تدعى حاث. وفي هذه القرية آثار أبنية قديمة من جملتها بناء تام تحت الأرض يقال إنه كان وجد فيه مائدة من الرخام. وفي غربي المعرة أيضا قرية تدعى سفوهن (١) في قمة جبل عندها ميدان فسيح يليه تل كبير فيه آثار تدل على أنه كان قلعة. وفي الغرب من سفوهن (١) قرية تدعى الفطيرة ذكر في بعض التواريخ أن أهلها مشهورون بالشر وشراسة الأخلاق وهم معروفون بذلك حتى الآن.
كان اكتشف في اسفوهن على (٢) صندوق حجري فيه منطقة (٣) من ذهب على عقودها بعض رسوم عادية بيع الواحد منها بخمسين ذهبا. وفي غربي سفوهن قرية تدعى فليفل على رأس تل ، فيها آثار اكتشف فيها على (٤) على أعمدة حجرية ضخمة. ويوجد في تلك
__________________
(١) كتبها المؤلف هنا بغير ألف في أولها وهو الصواب. ثم كتبها بعد ثلاثة أسطر بألف قبل السين. وهذه القرية تبعد عن المعرة ٢٥ كم.
(٢) فعل «اكتشف» يتعدى بنفسه ، لا ب «على».
(٣) المنطقة : ما يشدّ به الوسط ، كالزنّار ونحوه.
(٤) كتبها المؤلف هنا بغير ألف في أولها وهو الصواب. ثم كتبها بعد ثلاثة أسطر بألف قبل السين. وهذه القرية تبعد عن المعرة ٢٥ كم.