فَنَجَّيْناهُ) (٧٣) ، (كَذَّبُوا بِآياتِنا) (٧٣) فختم بمثل ذلك فقال : (بِما كَذَّبُوا بِهِ) (٧٤).
وذهب بعض أهل العلم إلى أن ما فى حق العقلاء (١) من التكذيب فبغير الباء نحو قوله : (فَكَذَّبُوا رُسُلِي) و (فَكَذَّبُوهُ) وغيره. وما فى حق غيرهم ب (باء. نحو) (٢) (كَذَّبُوا بِآياتِنا) وغيرها ، وعند المحققين تقديره : فكذبوا رسلنا برد آياتنا حيث وقع.
١٤٦ ـ قوله : (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ) (١٠١) ، وفى يونس : (نَطْبَعُ) (٧٤) بالنون ، لأن فى هذه السورة قدّم ذكر الله سبحانه بالصريح (٣) والكناية ، فجمع بينهما فقال : (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) (١٠٠) بالنون وختم الآية بالصريح فقال : (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ). وأما فى يونس فمبنى (٤) على ما قبله من قوله : (فَنَجَّيْناهُ) (٧٣) (٥) ، (وَجَعَلْناهُمْ) (٧٣) و (ثُمَّ بَعَثْنا) (٧٤) بلفظ الجمع ، فختم بمثله فقال : (كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) (٧٤).
١٤٧ ـ قوله : (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (١٠٩) ، وفى الشعراء : (قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ) (٢٥) ، لأن التقدير فى هذه الآية : قال الملأ من قوم فرعون وفرعون بعض لبعض. فحذف فرعون لاشتمال الملأ من آل فرعون. فحذف فرعون ، لأن آل فرعون اشتمل على اسمه ، فالقائل هو فرعون وحده (٦) بدليل الجواب وهو : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) (١١١) (٧) بلفظ التوحيد والملأ هم المقول
__________________
(١) حرفت الكلمة فى ب إلى (العقد).
(٢) ما بين الحاصرين سقط من ب.
(٣) فى ب : بالتصريح.
(٤) فى ب : فمشى.
(٥) فى أ : (فنجيناهم) خطأ.
(٦) فى أ : فرعون واحد.
(٧) (قالُوا) أى الملأ من أتباع فرعون : (أَرْجِهْ) ردا على قوله : (لَساحِرٌ عَلِيمٌ. يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ) [١١٠] وهذا دليل على أن القائل هو فرعون وحده ، لا الملأ.