هنا ، وفى ص (٧١) ، وفى البقرة : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ) (٣٠) ، ولا ثالث لهما ، لأن جعل إذا كان بمعنى خلق يستعمل فى الشيء يتجدد ويتكرر ، كقوله : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) «٦ : ١» ، لأنهما يتجددان زمانا بعد زمان ، وكذلك الخليقة ، يدل لفظه على أن بعضهم يخلف بعضا إلى يوم القيامة ، وخصت هذه السورة بقوله : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً) (٢٨) إذ ليس فى لفظ البشر ما يدل على التجدد والتكرار ، فجاء فى كل واحدة من السورتين ما اقتضاه ما بعده من الألفاظ.
٢٥٠ ـ قوله : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (٣٠) فى هذه السورة ، وفى ص (٧٣) ، لأنه لما بالغ فى السورتين فى الأمر بالسجود وهو قوله : (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) فى السورتين ، بالغ فى الامتثال فيهما فقال : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) لتقع الموافقة بين أولاها وأخراها. وباقى قصة آدم وإبليس سبق.
٢٥١ ـ قوله فى هذه السورة لإبليس : (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ) (٣٥) بالألف واللام ، وفى «ص» : (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي) (٧٨) بالإضافة ، لأن الكلام فى هذه السورة جرى على الجنس من أول القصة فى قوله : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) (٢٦) و (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ) (٢٧) و (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ) (٣٠) ، كذلك قال : (عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ) ، وفى «ص» تقدم : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) (٧٥) ، فختم بقوله : (عَلَيْكَ لَعْنَتِي) (٧٨).
٢٥٢ ـ قوله : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) (٤٧) (١) ، وزاد فى هذه السورة (إِخْواناً) ، لأنها نزلت فى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما سواها عام فى المؤمنين.
__________________
(١) الغل : الحقد ، غل صدره يغل (القاموس المحيط ٤ / ٦١).