الحذف ، والتفصيل الإثبات. فجاء فى كل سورة بما اقتضاه الحال.
٢٦٨ ـ قوله : (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) (٦٦) ، وفى المؤمنين : (فِي بُطُونِها) (٢١) ، لأن (الضمير) فى هذه السورة يعود إلى البعض وهو الإناث ، لأن اللبن لا يكون للكل ، فصار تقدير الآية : وإن لكم فى بعض الأنعام. بخلاف ما فى المؤمنين ، فإنه عطف عليه ما يعود على الكل ولا يقتصر على البعض ، وهو قوله : (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ. وَعَلَيْها) «٢١ ، ٢٢» ، ثم يحتمل أن يكون المراد البعض ، فأنّث حملا على الأنعام ، وما قيل من أن الأنعام هاهنا بمعنى النعم ، لأن الألف واللام تلحق الآحاد بالجمع ، وفى إلحاق الجمع بالآحاد حسن ، لكن الكلام وقع فى التخصيص ، والوجه ما ذكرت والله أعلم.
٢٦٩ ـ قوله : (وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) (٧٢) ، وفى العنكبوت : (يَكْفُرُونَ) (٦٧) بغير (هُمْ) ، لأن فى هذه السورة اتصل (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) (١) (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) (٧٢). ثم عاد إلى الغيبة فقال : (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) (٧٢). فلا بد من تقييده بهم ، لئلا تلتبس الغيبة بالخطاب والتاء بالياء.
وما فى العنكبوت اتصل بآيات استمرت على الغيبة فيها كلها ، فلم يحتج إلى تقييده بالضمير.
٢٧٠ ـ قوله : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٠). كرّر (إِنَ) ، وكذلك فى الآية الأخرى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ) (٢) ، لأن
__________________
(١) حفدة : جمع حفيد وهو : ولد الابن.
(٢) هى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [١١٩]. فقد كررت إن أيضا.