القصص : قضاء موسى الأجل المضروب ، وسيره بأهله إلى مصر ، لأن الشيء قد يجمل ثم يفصل ، وقد يفصل ثم يجمل ، وفى طه فصل ، وأجمل فى النمل ، ثم فصل فى القصص وبالغ فيه.
وقوله فى طه : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠) ، أى : من يخبرنى بالطريق فيهدينى إليه. وإنما أخر ذكر المخبر فيهما وقدمه فيهما مرات لفواصل الآى ، وكرر (لَعَلِّي) فى القصص لفظا ، وفيهما معنى ، لأن (أَوْ) فى قوله : (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠) ، نائب عن (لَعَلِّي) ، و (سَآتِيكُمْ) تتضمن معنى لعلى ، وفى القصص : (أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ) (٢٩) ، وفى النمل : (بِشِهابٍ قَبَسٍ) (٧) ، وفى طه : (بِقَبَسٍ) (١٠) ، لأن الجذوة من النار خشبة فى رأسها (١) قبس له شهاب ، فهى فى السور الثلاث عبارة عن معبر واحد.
٢٩٦ ـ قوله : (فَلَمَّا أَتاها) (١١) هنا ، وفى النمل : (فَلَمَّا جاءَها) (٨) ، وفى القصص : (أَتاها) (٣٠) ، لأن أتى وجاء بمعنى واحد ، لكن كثر دور الإتيان فى طه نحو : (فَأْتِياهُ) (٤٧) ، (فَلَنَأْتِيَنَّكَ) (٥٨) ، (ثُمَّ أَتى) (٦٠) ، (ثُمَّ ائْتُوا) (٦٤) ، (حَيْثُ أَتى) (٦٩). ولفظ (جاء) فى النمل أكثر ، نحو (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ) (١٣) ، (وَجِئْتُكَ) (٢٢) ، (فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ) (٣٦) وألحق القصص ب (طه) لقرب ما بينهما.
٢٩٧ ـ قوله : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ) (٤٠) ، وفى القصص : (فَرَدَدْناهُ) (١٣) ، لأن الرجع إلى الشيء والرد إليه بمعنى ، وارد على الشيء يقتضى كراهة المردود ، ولفظ الرجع ألطف ، فخصّ ب (طه) ، وخصّ القصص بقوله : (فَرَدَدْناهُ) تصديقا لقوله : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) (٧).
__________________
(١) فى ب : من رأسها.