فأججوا نارا عظيمة ، وبنوا بنيانا عاليا ، ورفعوه إليه ، ورموه منه إلى أسفل ، فرفعه الله ، وجعلهم فى الدنيا من الأسفلين ، وردهم فى العقبى أسفل سافلين ، فخصت الصافات بالأسفلين.
٣١١ ـ قوله : (وَنَجَّيْناهُ) (٧١) بالفاء سبق فى يونس ، ومثله فى الشعراء : (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) «١٧٠ ، ١٧١».
٣١٢ ـ قوله : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) (٨٣) ، ختم القصة بقوله : (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٨٤) ، وقال فى ص : (رَحْمَةً مِنَّا) (٤٣) ، لأنه هنا بالغ فى التضرع بقوله : (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (٨٣) فبالغ سبحانه فى الإجابة وقال : (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٨٤) ، لأن (عند) حيث جاء دل على : أن الله سبحانه تولى ذلك من غير واسطة.
وفى (ص) لما بدأ القصة بقوله : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا) (٤١) ختم بقوله : (مِنَّا) ليكون آخر الآية لفقا بالأول (١). الآية.
٣١٣ ـ قوله : (فَاعْبُدُونِ. وَتَقَطَّعُوا) «٩٢ ، ٩٣» ، وفى المؤمنون : (فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا) «٥٢ ، ٥٣» ، لأن الخطاب فى هذه السورة للكفار ، فأمرهم بالعبادة التى هى التوحيد ، ثم قال : (وَتَقَطَّعُوا) (٩٣) بالواو ، لأن التقطع قد كان منهم قبل هذا القول لهم ، ومن جملة خطاب المؤمنين ، فمعناه : داوموا على الطاعة. وفى المؤمنون الخطاب للنبى صلىاللهعليهوسلم وللمؤمنين ، بدليل قوله : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) (٥١) ، والأنبياء والمؤمنون مأمورون بالتقوى. ثم قال : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) (٥٣) أى : ظهر منهم التقطع بعد هذه القول ، والمراد أممهم.
٣١٤ ـ قوله : (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها) (٩١) ،
__________________
(١) فى ب : لفقا للأول.